مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١١ - الصفحة ١٨٤
عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: سمعت عائشة تقول يومئذ:
هذا الأمر لا يكون أبدا! يدفن ببقيع الغرقد، ولا يكون لهم رابعا، والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في حياته، وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري، وما أثر علي - رحمه الله - عندنا بحسن! (135).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن مروان بن أبي سعيد، عن نملة بن أبي نملة، قال: أعظم الناس يومئذ أن يدفن معهم أحد! وقالوا لمروان: أصبت يا با عبد الملك! لا يكون معهم رابع أبدا (136).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن إبراهيم بن يحيى بن زيد، قال: سمعت خارجة بن زيد يقول: صوب الناس يومئذ مروان ورأوا أنه عمل بحق! لا يكون معهما - يعني أبا بكر وعمر - ثالث أبدا (137).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني محرز بن جعفر، عن أبيه، قال:
سمعت أبا هريرة يقول يوم دفن الحسن بن علي: قاتل الله مروان، قال: والله ما كنت لأدع ابن أبي تراب يدفن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد دفن عثمان بالبقيع!
فقلت: يا مروان إتق الله ولا تقل لعلي إلا خيرا، فأشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [يقول] يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله

(١٣٥) نترك التعليق هنا لزميلنا العلامة الباحث الشيخ محمد علي برو، حيث كتب مقالا إضافيا ودراسة شاملة حول مدفن النبي - صلى الله عليه وآله - وحجرة عائشة، فليراجع، فقد طبع غير مرة باسم: أين دفن النبي؟ صلى الله عليه وآله.
(١٣٦) من هؤلاء الناس الذين صوبوا رأي مروان؟ لم يصوب رأيه إلا من كان على شاكلته من أبناء الشجرة الملعونة في القرآن، معاوية ونظراؤه من رؤوس الشقاق والنفاق الذين لم يزالوا حربا لله ولرسوله ولآل بيت رسوله منذ الجاهلية وهلم جرا.
بل إنما وقف مروان هذا الموقف إرضاء لمعاوية ليرد إليه ولاية المدينة فصوبه معاوية وشكره برده إلى حكم المدينة: راجع التصريح بذلك في الصفحات 180 و 187 - 188 و 189.
(137) رواه ابن عساكر في تاريخه ص 217.
وراجع التعليقة السابقة.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست