خصوص المواضع بعد تماميته سندا وجوازا الأخذ بظاهره لا يحصل منه سوى الظن كما قال وهو لا يغني من الحق شيئا في مثل مسألتنا وحينئذ لا يبقى إلا الاحتمال وهو مندفع بالأدلة المذكورة على نفي التحريف ومع التنزل عنها يدفعه أصالة العدم 4 - السيد عبد الله بن السيد محمد رضا الشبر الحسيني الكاظمي، المتوفى سنة 1242، الترجم له في كتب الرجال بالثناء والاطراء، قال الشيخ القمي:
" الفاضل النبيل والمحدث الجليل، والفقيه المتبحر الخبير، العالم الرباني والمشتهر في عصره بالمجلسي الثاني، صاحب شرح المفاتيح في مجلدات، وكتاب جامع المعارف والأحكام - في الأخبار شبه بحار الأنوار - وكتب كثيرة في التفسير والحديث والفقه وأصول الدين وغيرها " (39) وقد ذكرنا هذا السيد في الطائفة الثانية لكلام له جاء في كتاب " مصابيح الأنوار " ثم لاحظنا أنه في تفسيره يفسر الآيات المستدل بها على نفي التحريف بمعنى آخر، ولم يشر إلى عدم التحريف في بحثه حول القرآن ووجوه إعجازه في كتابه " حق اليقين في معرفة أصول الدين " وأما نص عبارته في كتاب " مصابيح الأنوار " فهي " الحديث 153: ما رويناه عن ثقة الإسلام في (الكافي) والعياشي في تفسيره بإسنادهما عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل القرآن على أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدونا وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام. وزاد العياشي: ولنا كرائم القرآن.
بيان: هذا الحديث الشريف فيه مخالفة لما اشتهر بين الأصحاب وصرحوا به: من أن الآيات التي يستنبط منها الأحكام الشرعية خمسمائة آية تقريبا ولما ذهب إليه أكثر القراء (40) من أن سور القرآن بأسرها مائة وأربعة عشر سورة، إلى أن ستة آلاف وستمائة وستة وستون آية، وإلى أن كلماته سبع وسبعون ألف وأربعمائة وثلاثون كلمة، وإلى أن حروفه ثلاثمائة ألف واثنان