مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٩ - الصفحة ٩٤
أنه على ذلك التقدير لم يبق لنا اعتماد على شئ من القرآن، إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن تكون محرفة ومغيرة، ويكون على خلاف ما أنزله الله فلم يبق في القرآن لنا حجة أصلا فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية به، وأيضا قال الله عز وجل: وإنه لكتاب عزيز، وأيضا قال الله عز وجل: إنا نحن نزلنا الذكر وأيضا فقد استفاض عن النبي والأئمة حديث عرض الجزء المروي عنهم على كتاب الله ثم قال: " ويخطر بالبال في دفع هذا الإشكال - والعلم عند الله - أن مرادهم بالتحريف والتغيير والحذف إنما هو من حيث المعنى دون اللفظ أي: حرفوه وغيروه في تفسيره وتأويله، أي حملوه على خلاف ما هو عليه في نفس الأمر، بمعني قولهم:
كذا أنزلت، أن المراد به ذلك لا ما يفهمه الناس من ظاهره، وليس مرادهم أنها نزلت كذلك في اللفظ، فحذف ذلك إخفاء للحق، وإطفاء لنور الله ومما يدل على هذا ما رواه في الكافي بإسناده عن أبي جعفر أنه كتب في رسالته إلى سعد الخير: وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده " ثم أجاب عن الروايتين وقال: " ويزيد ما قلناه تأكيدا ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره بإسناده عن مولانا الصادق قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي: القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس، فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة " ثم ذكر كلام الشيخ الصدوق في " الاعتقادات " بطوله ثم قال: " وأما تأويل أهل البيت أكثر الآيات القرآنية بفضائلهم ومثالب أعدائهم فلا إشكال فيه، إذ التأويل لا ينافي التفسير، وإرادة معنى لا تنافي إرادة معنى آخر، وسبب النزول لا يخصص (24) ثم استشهد لذلك بخبر في الكافي عن الصادق عليه السلام، وسنورد محل الحاجة من عبارته كاملة فيما بعد 4 - الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي، المتوفى في سنة 1104 قال الشيخ يوسف البحراني عنه: كان عالما فاضلا محدثا إخباريا " (25) قال الخونساري " شيخنا الحر العاملي الأخباري، هو صاحب كتاب وسائل

(٢٤) علم اليقين 1: 562 - 569 (25) لؤلؤة البحرين.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست