مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٨ - الصفحة ٢٧٥
بكر، وكان مسترضعا فيهم، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العلاء (٧): أفصح العرب عليا هوازن، وسفلى تميم، وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يستحب أن يكون الذين يكتبون المصاحف من مضر، وقال عمر: لا يملين في مصاحفنا إلا غلمان قريش وثقيف، وقال عثمان: إجعلوا المملي من هذيل، والكاتب من ثقيف.
قال أبو عبيد: فهذا ما جاء في لغات مضر، وقد جاءت لغات لأهل اليمن في القرآن معروفة، منها قوله جل ثناؤه: ﴿متكئين فيها على الأرائك﴾ (٨).
وحدثنا أبو الحسن علي بن [إبراهيم القطان]، قال: حدثنا هشيم (٩)، قال:
أخبرنا (.........) (١٠)، عن الحسن، قال: كنا لا ندري ما الأرائك، حتى لقينا رجلا من أهل اليمن فأخبرنا أن الأريكة عندهم: الحجلة فيها سرير.
قال أبو عبيد: وحدثنا الفزاري (١١)، عن نعيم بن بسطام (١٢)، عن أبيه، عن الضحاك بن مزاحم (١٣)، في قوله عز وجل: ﴿ولو ألقى معاذيره﴾ (١٤) قال: ستوره، وأهل اليمن يسمون الستر: المعذار.
وزعم الكسائي (١٥)، عن القاسم بن معن (١٦) في قوله عز وجل: ﴿أسكن أنت وزوجك الجنة﴾ (17) أنها لغة لأزد شنوءة وهم من اليمن.

(٧) أبو عمرو زبان بن العلاء (١٥٤ ه‍) العلم المشهور في القراءة واللغة.
نزهة الأولياء ١٦، أخبار النحويين البصريين ٢٢، طبقات القراء ١ / ٢٨٨، معجم الأدباء ١١ / ١٥٦.
(٨) الكهف: ١٨.
(٩) محدث، من طبقة الثوري وابن المبارك، ينظر الوفيات ٢ / ٥٤ و ٥ / ٣٩٨ - ٣٩٩.
(١٠) النقص من الأصل.
(١١) يبدو أن في النص تصحيفا، والأولى: القزاز، وهو من أخذ عنه أبو عبيد. ينظر غاية النهاية ٢ / ٢٧٦.
(١٢) لم نقع له على ترجمة وافية فيما بين أيدينا من مصادر.
(١٣) من المتقدمين في التفسير، أخذ عنه مقاتل بن سليمان بن بشير، والثوري وغيرهما. ينظر الوفيات ٢ / ٣٩١ - ٥ / ٢٥٥ - ٢٥٦.
(١٤) القيامة: ١٥.
(١٥) أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي (١٨٣ ه‍)) رأس الكوفة في العربية في عصره.
مراتب النحويين ٧٤، طبقات القراء ١ / ٥٣٥، الفهرست ٦٥، إنباه الرواة ٢ / ٢٥٦.
(١٦) من علماء الكوفة بالعربية واللغة والفقه والحديث والشعر والأخبار، ومن الزهاد الثقات، توفي سنة خمس وسبعين، وقيل: ثمان وثمانين، ومائة.
معجم الأدباء ١٧ / ٥، بغية الوعاة ٢ / ٢٦٣، وفيات الأعيان ٤ / ٣٠٦.
(١٧) البقرة: ٣٥.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست