مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٨ - الصفحة ٢٧٧
وهذا كما قاله أبو عبيدة، وقول سائر أهل اللغة: أنه دخل في كلام العرب ما ليس من لغاتهم فعلى هذا التأويل الذي تأوله أبو عبيدة.
فأما أبو عبيد القاسم بن سلام، فأخبرنا علي بن إبراهيم (٢٤)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال: أما لغات العجم في القرآن فإن الناس اختلفوا فيها، فروي عن ابن عباس وعن مجاهد (٢٥) وابن جبير (٢٦)، وعكرمة (٢٧)، وعطاء (٢٧)، وغيرهم من أهل العلم أنهم قالوا في أحرف كثيرة أنها بلغات العجم، منها: طه.
والطور، والربانيون، فيقال: إنها بالسريانية، ومنها: الصراط والقسطاس، والفردوس، يقال إنها بالرومية، ومنها قوله: كمشكاة، و ﴿كفلين من رحمته﴾ (٢٩)، يقال إنها بالحبشية، وقوله: ﴿هيت لك﴾ (٣٠)، يقال: إنها بالحورانية، قال: فهذا قول أهل العلم من الفقهاء، قال: وزعم أهل العربية أن القرآن ليس فيه من كلام العجم شئ، وأنه كله بلسان عربي، يتأولون قوله جل ثناؤه: ﴿إنا جعلناه قرآنا عربيا﴾ (31) وقوله: (بلسان عربي مبين) (32).

(٢٤) في الصاحبي: فأخبر نعمي بن إبراهيم، تصحيف، والصحيح ما أثبتناه، وهي سلسلة روايات ابن فارس، ينظر مجمل اللغة ١ / ١٤٤ - ٢٢، وغيرها كثير.
(٢٥) قيل: مجاهد بن جبر، وقيل: ابن سعيد، وهو أبو الحجاج. المكي مولى بني مخزوم، من أجلة التابعين، والأعلام في التفسير، اختلف في سنة وفاته ما بين (١٠٠ - ١٠٤ ه‍).
حلية الأولياء ٣ / ٢٧٩ - ٣١٠، معجم الأدباء ٦ / ٢٤٢، غاية النهاية ٢ / ٤١.
(٢٦) أبو عبد الله سعيد بن جبير بن هشام الكوفي، من كبار التابعين، وأئمتهم، شهر بالتفسير والحديث والفقه والعبادة والورع، وقتله الحجاج بن يوسف الثقفي، وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مقتصر إلى علمه، بحسب عبارة ابن حنبل.
وفيات الأعيان ٢ / ٣٧١ - ٣٧٤، حلية الأولياء ٤ / ٢٧٢، شذرات الذهب ١ / ١٠٨.
(٢٧) أبو عبد الله عكرمة بن عبد الله المدني، مولى عبد الله بن عباس. من العارفين بالتفسير والمغازي، واختلف في وفاته ما بين سنة ١٠٤ وسنة ١١٥ ه‍.
وفيات الأعيان ٣ / ٢٦٥، شذرات الذهب ١ / ١٣٠ تهذيب الأسماء ١ / ٣٤٠.
(٢٨) هو عطاء بن أبي رباح، من أعلام التابعين، انتهت إليه الفتوى في مكة مع مجاهد. توفي في سنة ١١٤، وقيل ١١٥.
وفيات الأعيان ٣ / ٢٦١، كتاب الوفيات ١١٢.
(٢٩) الحديد: ٢٨.
(٣٠) يوسف: ٢٣.
(٣١) الزخرف: ٣.
(32) العشراء: 195.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست