مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٨ - الصفحة ٢٥٧
- وحتى الواردة في الكتب الأربعة (71)، التي عليها المدار في استنباط الأحكام الشرعية قد تعرضت لنقد علماء الرجال وأئمة الجرح والتعديل، فكل خبر اجتمعت فيه شرائط الصحة، وتوفرت فيه مقتضيات القبول أخذ به، وكل خبر لم يكن بتلك المثابة رد أيا كان مخرجه وراويه والكتاب الذي أخرج فيه (72).
ولنأخذ مثالا على ذلك كتاب (الكافي) (73)، الذي هو أهم الكتب الأربعة وأوثقها لدى هذه الطائفة، وهو الذي أثنى عليه العلماء والمحدثون والفقهاء وتلقوه بيد الاحترام والتعظيم، فإن العلماء وزعوا أحاديثه وهي (16199) حديثا على أساس تصنيف الأحاديث إلى الأقسام الخمسة (74) على النحو التالي:
الصحيح منها: 5072 حديثا.
والحسن: 144 حديثا.
والموثق: 1118 حديثا.
والقوي: 302 حديثا.
والضعيف: 9485 حديثا (75).
فقد لوحظ أن أكثرها عددا الأحاديث الضعيفة، ويمكن الاطلاع على ذلك بمراجعة كتاب (مرآة العقول في شرح الكافي) (76) للشيخ المجلسي، فإنه شرح الكتاب المذكور على أساس النظر في أسانيده، فعين الصحيح منها والضعيف والموثق والمرسل على ضوء القواعد المقررة لتمييز الأحاديث الصحيحة من غيرها.

(٧١) هي: الكافي للكليني، من لا يحضره الفقيه للصدوق، التهذيب والاستبصار للطوسي.
(٧٢) مقباس الهداية في علم الرواية.
(٧٣) يقع في ثمانية أجزاء: اثنان منها في الأصول، وخمسة منها في الفروع والثامن الروضة.
(٧٤) وهي علي أقسام، ويراجع للوقوف على تعريف كل قسم وأقسامه كتب الدراية لدى الشيعة ككتاب الدراية للشيخ الشهيد الثاني، والوجيزة للشيخ البهائي وشروح الوجيزة، ومقياس الهداية لشيخنا الجد المامقاني وغيرها.
(٧٦) دراسات في الكافي والصحيح للحسني، عن المستدرك للمحدث النوري ٣: ٥٤١.
(٧٦) وكذا فعل المحدث الجزائري في شرح التهذيب، قال المحدث النوري: (والعجب من العلامة المجلسي وتلميذه المحدث الجزائري مع عدم اعتمادهما بهذا النمط الجديد خصوصا الثاني، وشدة إنكاره على من أخذه بينا في شرحيهما على التهذيب والأول في شرحه على الكافي أيضا على ذلك فصنعا بهما ما أشار إليه في الرواشح، ولم أجد محملا صحيحا لما فعلا) المستدرك ٣: ٧٧١.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست