مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣ - الصفحة ١٩٢
فرد على (1) بوجه قاطب (2) مزور (3) فقلت له: جعلت فداك ما الذي غير حالي عندك؟ قال: تغيرك على المؤمنين، فقلت: جعلت فداك والله إني لأعلم أنهم على دين الله ولكن خشيت الشهرة على نفسي.
فقال: يا إسحاق أما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله بين إبهاميهما مائة رحمة، تسعة وتسعين لأشدهما حبا، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التثما لا يريدان بذلك إلا وجه الله تعالى، قيل لهما: غفر لكما، فإذا جلسا يتساءلان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا عنهما، فإن لهما سرا وقد ستره الله عليهما، قلت جعلت فداك فلا تسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه وقد قال تعالى: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " (4).
فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته وقال: إن كانت الحفظة لا تسمعه، ولا تكتبه فقد سمعه عالم السر وأخفى، يا إسحاق خف الله كأنك تراه، فالله يراك، فإن شككت أنه يراك فقد كفرت، وإن أيقنت أنه يراك ثم بارزته بالمعصية فقد جعلته أهون الناظرين إليك (5).
37 - وعن إسحاق بن أبي إبراهيم بن يعقوب (6) قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده المعلى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان، فقال: يا ابن رسول الله (موالاتي إياكم) (7) أهل البيت، وبيني وبينكم شقة بعيدة، وقد قل ذات يدي، ولا أقدر أتوجه إلى أهلي إلا أن تعينني.

(١) في نسخة " ش " و " د ": فرد عني، وما في المتن من البحار.
(٢) قال الطريحي في مجمع البحرين - قطب - ج ٢ ص ١٤٥: في الحديث: " فقطب أبو عبد الله وجهه " أي قبض ما بين عينيه كما يفعل العبوس.
(٣) أي مائل.
(٤) ق ٥٠: ١٨.
(٥) رواه الكشي في رجاله ص ٧٠٩ ح ٧٦٩، والصدوق في ثواب الأعمال ص ١٧٦ ح ١ باختلاف في ألفاظه، والكليني في الكافي ج ٢ ص ١٤٥ ح 14 نحوه، والبحار ج 5 ص 323 ح 11.
(6) في البحار: " إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب "، ولعل الصواب: " إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب "، وهو الكوفي الأزدي العطار، من أصحاب الصادق عليه السلام، أنظر " رجال الشيخ ص 150 رقم 151 ".
(7) في البحار: أنا من مواليكم
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست