وثانيا: أن ذكر الكشي لفضيل لا ينحصر بهذا المورد، بل ذكره في موارد أخر، و ضمن أسانيد أخرى، فلعل ابن داود استفاد المدح من مجموع ذلك.
وقال السيد الخوئي: لعله (ابن داود) استفاد المدح مما رواه الكشي في ترجمة السيد ابن محمد الحميري من أن الصادق عليه السلام أدخله في جوف بيت إلى آخر الحديث (1).
أقول: لكن الرواية تلك مروية بطريق الرجل نفسه فكيف يتم سندها حتى يستند إليها؟
والذي أراه أن الرجل معتبر الحديث، لما يبد ومن مجموع أخباره وأحواله من انقطاعه إلى أهل البيت عليهم السلام، واختصاصه بهم ونصرته له وتعاطفه معهم، وكونه مأمونا على أسرارهم، وكذلك وقوعه في طريق كثير من الروايات - وكلها خالية مما يوجب القدح فيه - فهذا كله مدعاة إلى الاطمئنان به، ولو التزمنا بكفاية عدم القدح في الراوي لاعتبار حديثه من دون حاجة إلى معرفة وثاقته بالخصوص، كما هو مذهب القدماء لكان الرجل معتمد الحديث بلا ريب.
سند الكتاب قال الإمام المرشد بالله (2):