ما نزل من القرآن في شأن فاطمة (ع) - السيد محمد علي الحلو - الصفحة ٥٧
بيان:
يأتي النور هنا: العلم، أو الهداية، أو المعرفة، أو الحق، وكلها تدخل تحت عنوان جامع وهو الإمامة * (ويجعل لكم نورا تمشون به) * (1) وهي هداية الخلق للحق * (يهدي الله لنوره من يشاء) * وهو العلم الذي تنكشف به المعارف الإلهية * (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا) * (2).
فالله تعالى هو مصدر النور، إذ هو نور السماوات والأرض، والرواية ناظرة إلى وسائط هذا النور الموصلة إلى الخلق، فالمشكاة - وهي المكان أو الكوة التي يوضع فيها المصباح - كمثل فاطمة (عليها السلام) إذ هي محل الإمامة وموضع هذه الوسائط النورانية، والحسن هو المصباح الذي يوضع في هذه المشكاة، والزجاجة هو الحسين الذي يلي الحسن في إمامته، إلا أن هذه الزجاجة توقد بنورها كالكوكب الدري الكبير الذي هو فاطمة (عليها السلام).
وهنا نكتة دقيقة، إذ الرواية شبهت الزجاجة كأنها كوكب دري، أي شبهت الحسين كأنه فاطمة (عليها السلام)، فتلك إشارة إلى وحدة الدور الذي قامت به فاطمة (عليها السلام) حفاظا على الإمامة، أو تثبيتا لكلمة التوحيد والرسالة في صراعها من أجل إظهار الحقائق التي نسفتها الظروف السياسية بعيد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والحسين (عليه السلام) في نهضته أثبت حقيقة الإمامة ودورها في

(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست