لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٨٦
شئ واحد (مسبوقية الشئ بالإرادة) ملاكا منحصرا للاختيار، بل الملاك أحد الأمرين، إما مسبوقية الفعل بالاختيار، أو كونه صادرا عن فاعل مختار ومريد بالذات، ولأجل ذلك صارت النفس مثلا لله سبحانه وإن كان سبحانه منزها عن المثل والند.
الشبهة الثانية:
قد ثبت في الفن الأعلى أن " الشئ ما لم يجب لم يوجد " وهي قاعدة محكمة بنيت على أصول صحيحة، عامة لجميع الفواعل والعلل واجبا كانت أو ممكنة، مختارة كانت أو مضطرة.
ثم إن جماعة ممن لم يقفوا على مغزى القاعدة جعلوها من أدلة القول بالجبر، قائلين بأن وجوب الشئ عبارة عن ضرورة تحققه وامتناع عدمه وما كان كذلك يكون الفاعل موجبا (بالفتح) ومضطرا في إيجاده وملجأ في إحداثه، وإلا لم يجب وجوده ولم يمتنع عدمه.
وثمة من رفض القاعدة في أفعال الواجب وإبداعاته لئلا يلزم الجبر في أفعاله، وفي الوقت نفسه أخذوا بها في مقام إثبات الصانع، مستدلين بأن وجوب الشئ وضرورة وجوده فرع وجود فاعل يخرجه عن الإمكان إلى حد الضرورة وليس
(٨٦)
مفاتيح البحث: الوجوب (2)، الرفض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»