لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢٣٠
المدعى، فالمحقق يدرس الواقع سواءا وافق حرية الإنسان أم " يخالف " فليس لنا إنكار الحقائق لحفظ العقيدة المتبناة، بل علينا بناء العقيدة على الحقائق الواضحة.
الثاني: إنه خلط في المقام بين الماهية العامة التي تلازم وجود الإنسان منذ يفتح الإنسان عينه على الحياة، والماهية الخاصة التي يكتسبها طيلة حياته، في ظل الماهية العامة.
1. الماهية العامة والمراد من الماهية العامة هو الميول والغرائز التي لم تزل تلازم وجود الإنسان منذ نعومة أظفاره، ولا تنفك عنه سواء أكانت من الميول العالية التي تسعد بها الإنسان، كالميل إلى ما وراء الطبيعة وحب الخير والبر الذي هو صورة أخرى لأصول الإطلاق، والميل إلى الاستطلاع الذي هو مبدأ لتكامل العلم واكتشاف الحقائق، والذي يعبر عنه بحب العلم إلى غير ذلك من الميول العالية التي، بها يسعد الإنسان ويتكامل.
أم كانت من الميول السافلة، كحب الذات، والشهوات، وحب المال، وحب المقام، إلى غير ذلك من الميول التي هي أعمدة الحياة الإنسانية بشرط أن ينتفع بها على وجه الوسيلة
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»