في ظل أصول الإسلام - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٦٠
يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا) * (1).
3 - اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا:
إن دراسة مواقف أهل الكتاب (أي اليهود والنصارى) في ضوء الكتاب العزيز يكشف عن أنهم غالوا في إطاعة أحبارهم ورهبانهم حيث أعطوهم حق التحليل والتحريم وأطاعوهم في ذلك وهو من شؤونه وأفعاله سبحانه لا غير واعتقدوا بربوبيتهم ولو في هذا القسم الخاص، وهو الربوبية في التشريع.
قال سبحانه عنهم: * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون (2)) *.
روى الثعلبي وهو من كبار علماء الحديث والتفسير في القرن الخامس في تفسيره بإسناده عن عدي بن حاتم، قال: أتيت رسول الله وفي عنقي صليب من ذهب فقال لي: يا عدي إطرح هذا الوثن من عنقك.
قال: فطرحته ثم انتهيت إليه وهو يقرأ من سورة البراءة هذه الآية: * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا) * حتى فرغ منها، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم.
قال: " أوليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله

(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»