عقيدة أبي طالب - السيد طالب الرفاعي - الصفحة ٧٥
أهدر حق القربى والدم وباع ابن أخيه بأبخس الأثمان، وأبو طالب قد أخذت عليه العقيدة الجديدة: الإسلام أفاق تفكيره ومجامع قلبه فرآها الجديرة بالمناصرة والتأييد ومن ثم كانت وقفته الخالدة إلى جوار محمد ودينه وإن لقى في هذا السبيل ما يفوق الاحتمال من أخطار.. فالرجلان من قرابة محمد سيان ولم يكن اختلاف موقفيهما إلا مظاهرة للب عقيدة كليهما فمال أحدهما إلى اليسار ومال الآخر إلى اليمين.
والواقع أن موضوع إسلام أبي طالب لا يغني فيه المنقول عن المعقول وليس مما يرجع في تحقيقه إلى الأسفار وحدها لفرط ما غلب من بعد على تاريخ تلك الفترة من تزييف وابتداع الأحاديث والروايات وحسبنا دليلا على تغلب الميل لعقيدة محمد في نفس أبي طالب أن الشيخ الكريم انتصارا لهذه العقيدة قدم ابنه أمير المؤمنين وهو أعز على نفسه من كل أهله بمقياس القرابة فداء لابن أخيه وهو في الحقيقة فداء للدين.
(٧٥)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الغلّ (1)، الخلود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 » »»