والتخيلات التي قد لا يستبعد القول بأنها عن جانب وآخر نتاج أعجاب عاطفي هو وليد (ميول مذهبية) شاءت أن تستبدل بالحقيقة الخالصة فخامة التهويل؟
إن هذا الرأي حري لو قيل بأن يصبغ بالشبهات والشكوك هذه الأشعار ثم لا يعدم أن يجد هنا وهناك بعض المساندة والتأييد حتى ليوشك أن يطرح واقعة إسلام الرجل وشعره المتحدث عنها في متاهة الضياع.
وثمة إلى جوار هذا، واقع تاريخي يجب ألا تغفل عنه الأذهان أو يفوت لغير إعطائه حقه من الاعتبار.
فالثابت الذي لا يكاد يشوبه خلاف إن العصور الطويلة التي توالت على الأمة الإسلامية عقب وفاة رسول الله، كانت كفيلة بأن تمحو من صفحات التاريخ كل كلمة إنصاف يخطها قلم أو تلفظ بها شفتان اعترافا بفضل أهل البيت الكرام فلقد حوربوا كل مكان وحوربوا كل زمان.. حوربوا في النفس والولد والسمعة فتعقبتهم الأحقاد السوداء