طائفة من رواه الأخبار لها ولوع شديد بأن تطلع على الناس بالعديد من أبطال التاريخ الإسلامي وقد وضعت على شفاههم من القصائد والأراجيز الطوال والقصار أبيات شتات تضفي على مواقفهم المعروضة من روعة البيان النظيم، صحة جمالية تسحر المشاعر، وتجسد البطولات وإن كان الكثير من ذلك الشعر لما لا يوافق المألوف ولا يطابق مقتضى الحال، وإن كان الكثير أيضا من تلكم المواقف التي قيل فيها، ليزخر من الأهوال والأخطار بما هو أحرى بأن يشغل الناظم المرتجز عن نفسه وسيفه فضلا عن معالجته نظم الشعر وسوق القريض.
بل ليمكن القول بوجه عام أن جانبا مرويا عن لسان بطل من الأبطال، يأتينا خلوا من سمات عصره، ومن خصائص النظم السائدة في أوان.. أو مفتقرا إلى القدرة البلاغية والمزايا الشعرية للذين نسب إليهم وورد أنهم قائلوه.. كما أن جانبا آخر منه قد يرى فيه في الأسفار والدواوين منسوبا