عقيدة أبي طالب - السيد طالب الرفاعي - الصفحة ٢١
حتى لفظ أنفاسه الأخيرة من الدنيا وذلك في السنة الثالثة قبل الهجرة (1) وكان ذلك بعد الحصار المشار إليه بسنة ونصف تقريبا، بل أنه لم ينس وهو في آخر رمق من حياته أن يمارس نصرته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد التفت إلى المحيطين به قبيل وفاته، فأوصاهم بالنبي قائلا (أوصيكم بمحمد خيرا، فإنه الأمين في قريش، والصادق في العرب، والجامع لكل ما أوصيكم به... والله لا يملك أحد سبيله إلا رشد، ولا يهتدي بهديه إلا سعد، ولو كان في العمر بقية لكففت عنه الهزاهز، ورفعت عنه الدواهي. أن محمد هو الصادق فأجيبوا دعوته، واجتمعوا على نصرته، فإنه الشريف الباقي لكم على الدهر) (2).

(١) ابن القيم زاد المعاد: ٢ / ٤٦.
(٢) وبهذا نزل القرآن الكريم من قول الله تعالى وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) الزخرف: 44.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»