طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٣
الذنوب كما تقدم مفصلا في معنى الرجس، وقد حصرته ب‍ " إنما "، فأفادت كون إرادة الله في أمرهم مقصورة على إذهاب الذنوب عنهم وتطهيرهم من كل ما يشين، وهو معنى العصمة.
وقد أشار إلى ذلك ابن جرير الطبري في تفسيره قائلا:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد، ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل المعاصي.
وروى عن قتادة: " طهرهم الله من السوء وخصهم برحمة منه ".) (1).
4 - رحمة أهل البيت وعطفهم (عليهم السلام) حيث إن الآية نفت كل أنواع القبائح وما ليس فيه لله رضا، كما تقدم عن المفسرين في معنى إذهاب الرجس.
5 - صدق أهل البيت وعدم كذبهم (عليهم السلام) قالت عائشة: ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها [فإنها لا تكذب] (2).
ومن فوائد ذلك تصديق أمير المؤمنين في ادعاء إمامته (عليه السلام).
وكذلك بقية الأئمة، الحسن والحسين إلى الحجة القائم عليهم السلام.
6 - سعة علم أهل البيت (عليهم السلام) وذلك لأن الآية نفت الجهل والشك عن أصحاب الكساء، وقد تقدم أن معنى الرجس الشك، وتقدم في الكتاب الثاني تفصيل علم آل محمد (عليهم السلام).
7 - كون أهل البيت (عليهم السلام) أفضل البرية حيث إن الآية خصت أهل البيت بصفات لم توجد في غيرهم.
وسوف يأتي من السمهودي التصريح بذلك.

١ - تفسير الطبري: ٢٢ / ٥ مورد الآية.
٢ - مسند أبي يعلى: ٨ / ١٥٣ ح ٤٧٠٠، ولوامع الأنوار البهية: ١ / ٧٥، والاستيعاب: ٤ / ٣٧٧، وأهل البيت: ١٢١ و ١٣٣، والمطالب العالية: ٤ / ٧٠ ح ٣٩٨٦، والجوهرة: ١٦، وحلية الأولياء: ٢ / ٤٢ ترجمة فاطمة رقم ١٣٣، والمستدرك: ٣ / 160.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»