طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٥٨
وإلياس كل من الصالحين) *.
فجعل عيسى من ذرية إبراهيم ولم يتصل به إلا من جهة مريم (عليها السلام) (1).
وقال ابن الأعرابي: العترة: ولد الرجل وذريته من صلبه، ولذلك سميت ذرية محمد من علي وفاطمة عترة محمد (2).
وقال الشيخ الصدوق: (فالعترة في أصل اللغة أهل الرجل،.. فتبين أن العترة الأهل، والأهل الولد وغيرهم (3).
ثم استدل لدخول الإمام علي (عليه السلام) في العترة وأطال.
ثم ذكر استعمالات العترة اللغوية بنحو ما ذكر وقال: (وهم (عليهم السلام) ينابيع العلم، على معنى:
الشجرة الكثيرة اللبن.
وهم (عليهم السلام) ذكرانا غير إناث على معنى قول من قال: إن العترة هم الذكر.
وهم (عليهم السلام) جند الله عز وجل على معنى قول الأصمعي: إن العترة الريح، قال النبي (صلى الله عليه وآله):
" الريح جند الله الأكبر " في حديث مشهور عنه، والريح عذاب على قوم ورحمة لآخرين.
وهم (عليهم السلام) كذلك كالقرآن المقرون إليهم بقول النبي (صلى الله عليه وآله): " إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " قال تعالى: * (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) * (4).
وقال عز وجل: * (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون) * (5).
وهم (عليهم السلام) أصحاب المشاهد المتفرقة والبيوت النازحة على معنى الذي ذهب إليه من قال:

١ - كشف الغمة: ١ / ٥٣.
٢ - مجمع البحرين: ٣ / ٣٩٥ باب عتر من كتاب الراء.
٣ - كمال الدين: ١ / ٢٤٣ الباب ٢٢.
٤ - الاسراء: ٨٢.
٥ - التوبة: ١٢٥.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 161 163 164 165 ... » »»