الصفة، فإن أحدا من المسلمين لا يعطل الذات عن الوصف بالعلم والقدرة والحياة والسمع، نعم إن عنى من تعطيل الذات نفي وصفه سبحانه بالأوصاف الخبرية بمعانيها اللغوية، كاليد والرجل والنزول ووضع القدم في الجحيم، فإن هذا ليس تعطيلا، بل مرجعه إلى التنزيه مع عدم التعطيل بجعلها كناية عن المعاني الآخر، تبعا لأسلوب الفصحاء والبلغاء والذكر الحكيم، كلام فصيح وبليغ، ليس فوقه شئ فلا يعد مثل ذلك تعطيلا، نعم، من يحاول وصفه سبحانه بهذه الصفات بمعانيها اللغوية، ويقول: إن لله تبارك وتعالى يدا ورجلا ونزولا وحركة بالمعنى الحقيقي ولكن لا تعرف كيفيتها، يحاول الجمع بين المتضادين، فإن مقتضى الحمل على المعاني اللغوية سيادة تلك المعاني على موردها، ومقتضى نفي الكيفية نفي معانيها اللغوية، فكيف يعدون أنفسهم من المثبتين وأهل التنزيه من المعطلة.
ولا يقاس ذلك بوصفه سبحانه بالعلم والقدرة مع عدم العلم بالكيفية، لأن الكيفية فيهما ليست مقومة لواقعهما، فالعلم بمعنى انكشاف الواقع، وأما كونه عرضا أو جوهرا حالا أو محلا فليست مقومة لمفهومه حتى يرجع نفي الكيفية إلى نفي واقع العلم، وهذا بخلاف اليد، فإنها بلا كيفية ليست يدا لغة.
وأظن أنه لو انعقد مؤتمر علمي في جو هادئ واستعدت الطائفتان للتأمل في براهين النافين والمثبتين لقل الخلاف وتقاربت الطائفتان.
نعم، إن خلافا دام قرونا لا ينتهي بأسبوع أو شهر أو بعقد مؤتمر