الخاتمة:
لقد تجلت الحقيقة بأجلى مظاهرها، وهي أصفى من أن تكدر صفوها الشبه، ومن قرأ فصول هذا الكتاب بإمعان وتأمل لوقف على أن الحق مع النافين للرؤية وأنه ليس للمثبتين دليل لا عقلي ولا نقلي.
أما العقل: فهو مخالف مع القول بالرؤية، فلا يجتمع التنزيه من الجهة مع القول بالرؤية، كما لا تنفك الإحاطة بالرب بعضا أو كلا عن القول بها.
وأما النقل: فليس إلا ظهورات بدائية تزول بعد التأمل.
غير أن هناك مطالب متفرقة لا يجمعها فصل واحد نشير إليها، منفصلة عما مضى من البحث:
الأول: أن أكثر من طرح مسألة الرؤية فإنما بحث عنها بدافع روحي، وهو إثبات عقيدته والتركيز على نحلة طائفته، ولذلك ربما انتهى البحث والدراسة عند بعضهم إلى الخروج عن الأدب الإسلامي.
وهذا هو العلامة الزمخشري يشبه أهل الحديث والحنابلة القائلين بالرؤية بما في شعره ويقول:
جماعة سموا هواهم سنة وجماعة حمر لعمري مؤكفة قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنع الورى وتستروا بالبلكفة (1) إن ما ذكره في البيت الثاني وإن كان حقا فإن القول بالرؤية لا ينفك عن التجسيم والتشبيه، والقول بأنه جسم بلا كيف أو أنه يرى بلا كيف