ثم إن شيخنا الصدوق فسر الرؤية القلبية بما يلي:
ومعنى الرؤية الواردة في الأخبار: العلم، وذلك أن الدنيا دار شكوك وارتياب وخطرات، فإذا كان يوم القيامة كشف للعباد من آيات الله وأموره في ثوابه وعقابه، ما يزول به الشكوك، وتعلم حقيقة قدرة الله عز وجل، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم) (ق / 22) فمعنى ما روى في الحديث أنه عز وجل يرى أي يعلم علما يقينيا كقوله عز وجل: (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل) (الفرقان / 45) وقوله: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) (البقرة / 258) وقوله: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) (الفيل / 1) وأشباه ذلك من رؤية القلب وليست من رؤية العين (1).
* * * هذه مسألة رؤية الله، وهذه أقوال الأمة فيها، وهذا خلافهم الممتد من العصور الأولى إلى عصرنا هذا، وهي مسألة كلامية اختلفت فيها أنظار الباحثين ولكل دليله وبرهانه، والنافي للرؤية ينفي لاستلزامها إثبات التجسيم والتشبيه، مضافا إلى تضافر الآيات على نفيها بدلالات مختلفة، والمثبت إنما يثبتها اغترارا ببعض الظواهر والروايات الواردة في الصحاح.
ولكن ليس لكل من الطائفتين تكفير الأخرى، لأن النافي يستند