دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٩
الكلام دون ما عداه، كما يقال في الأقوى من الكلامين: هذا هو الكلام (1).
ومنها: أنه يورث قدرة على الكلام في الشرعيات، كالمنطق في الفلسفيات (2) وهذه - كما يبدو - ما هي إلا وجوه استحسانية.
والذي أراه، وجها راجحا، لتسمية هذا العلم، بعلم الكلام. ناشئ من المحور الذي كان هذا العلم يدور حوله، وهو كلام الله، المتمثل في القرآن الكريم. بل إن السبب في نشوء هذا العلم - أصلا - هو الوقوف في وجه التساؤلات التي كان منطلقها - كما سبق وذكرنا - الآيات المتشابهة في كتاب الله.
فضلا عن أن أوسع خلاف قام بين المتكلمين، كان يدور حول كلام الله وانه قديم أو حادث. فلا غرو إذن، في أن يكون الوجه لتسمية هذا العلم بهذا الأمم، محورية كلام الله لكل المناقشات، والمخاصمات والمجادلات التي كانت تدور بين أربابه.
وجهة نظر:
وإذا صح ما ذكرناه، من أن وجه تسمية هذا العلم بعلم الكلام، هو محورية كلام الله - أي القرآن - - لكل المخاصمات التي كانت تدور فيه، يمكن الإدعاء بأن هذا العلم قد خطا خطواته الأولى، في العصر الأول من عصور المسلمين، وهو عصر النبي (ص) وما تلاه.
فقد روى ابن سعد في تاريخه عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن ابني العاص، أنهما قالا:
جلسنا مجلسا في عهد رسول الله (ص) كنا به أشد اغتباطا

(1) شوارق الإلهام لعبد الرزاق الأهيجي ص 4.
(2) تعليقة لمحمد أبو ريده على ترجمته لتاريخ الفلسفة في الإسلام لدي بور صفحة 50.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»