حديث الكساء - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٩
وقال القاضي:
وذهب أبو سعيد الخدري وجماعة من التابعين منهم: مجاهد وقتادة وغيرهما إلى أنهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لحديث عائشة قالت: خرج رسول الله وعليه مرط مرحل فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة، فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت " رواه مسلم.
وحديث سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية " ندع أبناءنا وأبناءكم " دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا (ع) فقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي ".
وحديث واثلة بن الأسقع أنه تلاء هذه الآية - " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس - وقال لعلي وفاطمة وابنيهما (ع):
" اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " وأخرج الترمذي وغيره عن عمرو بن أبي سلمة وابن جرير، وغيره عن أم سلمة أن النبي دعا عليا وفاطمة و حسنا وحسينا (ع) لما نزلت هذه الآية:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " " تفسير المظهري " (7 / 340) وقال أيضا:
أقول: أن الأولى أن يقال في تأويل الآية: " قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " إلا أن تؤدوا أقربائي وأهل بيتي وعترتي " وذلك لأنه كان خاتم النبيين لا نبي بعده " وإنما انتصب للدعوة إلى بعده علماء أمته من أهل الظاهر والباطن ولذلك أمر الله تعالى نبيه أن يأمر أمته بمودة أهل بيته لأن عليا (ع) والأئمة عليهم السلام من أولاده كانوا أقطابا بالكمالات الولاية ومن أجل ذلك قال رسول الله:
" أنا مدينة العلم وعلي بابها " رواه البزار والطبراني عن جابر وله شواهد من حديث ابن عمر وابن عباس وعلي (ع) أخيه وصححه الحاكم. ومن أجل ذلك ترى كثيرا من سلاسل المشايخ تنتهي إلى أئمة أهل البيت ومضى كثير من الأولياء في السادات العظام ومن أجل ذلك قال رسول الله:
" إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " " التفسير المظهري " (8 / 320).
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»