تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٢٩
قال المستشار الجندي في كتابه " الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) " (طبعة مصر، الصفحة 25)، ما لفظه: " منع عمر بن الخطاب تدوين الحديث الشريف، مخافة أن يخلط القرآن بشئ، وبهذا أبطأ التدوين عند علماء أهل السنة قرنا بتمامه، وانفتحت أبواب الجرح والتعديل والوضع والضياع، أما الإمام علي (عليه السلام) فقد دون أول يوم مات فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما سمعه منه من الأحاديث والسنن، ولعله ما دون صار مرجع الصحابة بما فيهم عمر ". وتبع الإمام علي (عليه السلام) شيعته في التدوين.
وهذا الاتجاه العلمي للتدوين، يؤازره اتجاه ديني فقهي، وسياسي، واقتصادي لتوزيع الحقوق.
أخرج الحاكم في تأريخه، بالإسناد إلى أبي بكر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: " من كتب علما أو حديثا لم يزل يكتب له الأجر ما بقي العلم أو الحديث ".
وعزم أبو بكر أيام خلافته على تدوين الحديث، فجمع خمسمائة حديثا، فبات ليلته يتقلب كثيرا، قالت عائشة: فغمني تقلبه، فلما أصبح قال لي: " أي بنية، هاتي التي عندك "، فجئت بها فأحرقها.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»