تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٢٨
يوما، وكان قد دخل عليها الحزن على أبيها، وكان جبريل يأتيها فيحسن عزاءها ويطيب نفسها ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها وكان علي يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة ".
فليس هذا مصحفا بالمعنى الخاص بكتاب الله تعالى، وإنما هو المدونات.
ونزول جبرئيل الأمين إنما لم يكن بعد رسول الله بعنوان الوحي والتشريع، لأن برحلة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انقطع الوحي، أما للحديث مع سيدة النساء فلا ضير فيه، كما كلم جبرئيل أم موسى - في قوله سبحانه وتعالى: * (وأوحينا إلى أم موسى...) * -، وكذلك كلم السيدة مريم بنت عمران لما جاءها المخاض، وكان جبرئيل يكلم الخضر وهو ليس بنبي... الخ.
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحث على تدوين الحديث، فقد روى الصدوق عليه الرحمة في " الأمالي ": أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا بينه وبين النار ".
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»