تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٣١
فمن جراء هذا النهي عن الحديث، قال الشعبي:
" قعدت مع ابن عمر سنتين، أو سنة ونصف، فما سمعت يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا حديثا واحدا " (1).
وقال السائب بن يزيد: صحبت سعد بن مالك من المدينة إلى مكة فما سمعته يحدث بحديث واحد (2).
وفي حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو حياة الإمام علي (عليه السلام) اقتدت بعلي شيعته في التدوين، أو قل هديت لتنفيذ أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تدوين الحديث والسنن.
يقول ابن شهرآشوب: أول من صنف في الإسلام الإمام علي بن أبي طالب، ثم سلمان الفارسي، ثم أبو ذر، والاثنان من شيعة علي (عليه السلام) [على الرغم من الحذر الشديد المفروض على المسلمين في تدوين الحديث من قبل السلطات الحاكمة آنذاك].
والسيوطي يروي: أن عليا والحسن بن علي ممن

(١) طبقات ابن سعد ٤: ١٠٦، وسنن ابن ماجة ١: ٨، وسنن الدارمي ١: ٨٤، والسنن الكبرى ١: ١١.
(٢) سنن ابن ماجة ١: ٩، وسنن البيهقي 1: 12، وطبقات ابن سعد 3: 102.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»