تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٣٤
تحريرا، فما تناقلته كتب الشيعة من الحديث هو التراث النبوي الصحيح في صميمه.
بلغ الشيعة في يسر طوع لعلمهم الازدهار، في حين لم يجمع أهل السنة هذا التراث إلا بعد أن انكب عليه علماؤهم قرنا ونصف قرن، حتى حصلوا ما دونوه في المدونات الأولى، وظلوا قرونا أخرى يجوبون الفيافي والقفار في كل الأمصار، فتطابقت السنة - في مجموعها - عند هؤلاء وأولاء، إلا أمورا لا تتصل بأصل الدين، وخلافات في الفروع.
وربما كان اختلاف مذاهب أهل السنة فيما بينهم وبين أنفسهم أكثر ظهورا في بعض المسائل من خلافهم فيها مع فقهاء الشيعة.
وإذا لاحظنا سعة المرويات عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حيث بلغت عشرات الآلاف من الأحاديث عن الإمام الصادق (عليه السلام)، فضلا عمن سواه من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، لتجلت لنا حقيقة القول بكفاية التراث الموثوق به عند الشيعة لحاجات الحياة.
كما أن توثيق الشافعي ومالك وأبي حنيفة ويحيى
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»