تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١١١
للتدريس والبحث والتحقيق، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على تزايد الهجرة من البلدان النائية لطلب العلم.
وقبل أن أذكر عدد المدارس في النجف الأشرف وجدولتها، يهمني في هذا المقام أن أذكر نقطتين تدوران حول المدارس:
أولا: في وصف هندسة المدارس. وثانيا: في شروط السكن في المدارس، بحسب وقفية الواقف.
أما هندسة بناء المدارس العلمية في النجف الأشرف فقد روعي فيها طبيعة البلاد وطقسها، وحرارة الجو في أشهر الصيف، فكان من الضروري حفر سراديب تحت الغرف لتقي سكان المدرسة حر الصيف. أما الهندسة العامة، فكانت الغرف تشيد على أربع جهات المدرسة ويترك الوسط مكشوفا فارغا ليؤلف صحنا واسعا في وسطه حوض ماء، ويكون البناء حسب الأرض إما مربعا أو مستطيلا، والسراديب عادة تشيد تحت الغرف من جانب واحد أو من جانبين أو من كل الجوانب الأربعة، ويزود بشبابيك لإيصال النور والهواء إلى السراديب، ومساحة الغرفة الواحدة تتراوح بين ستة إلى تسعة أمتار
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»