بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٠٨
أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون * أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون * إني إذا لفي ضلال مبين * إني آمنت بربكم فاسمعون * قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين * وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون) *. (1) اتفق المفسرون على أن الآيات نزلت في رسل عيسى " عليه السلام "، وقد نزلوا بأنطاكيا داعين أهلها إلى التوحيد وترك عبادة غيره سبحانه، فعارضهم من كان فيها بوجوه مذكورة في نفس السورة.
فبينما كان القوم والرسل يتحاجون إذ جاء رجل من أقصى المدينة يدعوهم إلى الله سبحانه وقال لهم:
اتبعوا معاشر الكفار من لا يطلبون منكم الأجر ولا يسألونكم أموالكم على عندما جاءوكم به من الهدى، وهم مهتدون إلى طريق الحق، سالكون سبيله، ثم أضاف قائلا:
وما لي لا أعبد الذي فطرني وأنشأني وأنعم إلي وهداني وإليه ترجعون عند البعث، فيجزيكم بكفركم أتأمرونني أن أتخذ آلهة من دون الله مع أنهم لا يغنون شيئا ولا يردون ضررا عني، ولا تنفعني شفاعتهم شيئا ولا ينقذونني من الهلاك والضرر، وعندما مهد السبيل

1. يس / 20 - 29.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»