بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٧٨
وجود آثار ملموسة تدل على أصالة هذه القضية ووجودها التاريخي.
إيضاح حديث أبي هياج بقي هنا سؤال وهو أن مقتضى هذه الأدلة وإن كان هو جواز البناء على القبور لكن الحديث العلوي يمنعنا عنه وهو عندما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هياج الأسدي، قال: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على عندما بعثني عليه رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته. (1) والجواب: أن الحديث يدل على لزوم تسطيح القبور مقابل تسنيمها ولا صلة له ببناء القبور أو البناء عليه وذلك أن لفظة " التسوية " تستعمل في معنيين:
1. تطلق ويراد منها مساواة شئ بشئ فعندئذ تتعدى إلى المفعول الثاني بحرف التعدية كالباء قال سبحانه: * (إذ نسويكم برب العالمين) *. (2) وقال سبحانه حاكيا عن حال الكافرين يوم القيامة: * (يومئذ

١. صحيح مسلم: ٣ / 60، باب الأمر بتسوية القبر، والسنن للترمذي: 2 / 256، باب عندما جاء في تسوية القبور.
2. الشعراء / 98.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»