بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢١
ومخططاتهم في بث الفرقة بين صفوفهم وجعلهم فرقا وأمما متناحرة ينهش بعضهم بعضا، وكأنهم ليسوا من أمة واحدة كل ذلك ليكونوا فريسة سائغة للمستعمرين. وبالتالي ينهبوا ثرواتهم ويقضوا على عقيدتهم وثقافتهم الإسلامية بشتى الوسائل، ولأجل ذلك نرى أنه ربما يشعلون نيران الفتن لأجل مسائل فقهية لا تمس إلى العقيدة بصلة فيكفر بعضهم بعضا مع أن المسائل الفقهية لم تزل مورد خلاف ونقاش بين الفقهاء، فمثلا:
في مسألة قبض اليد اليسرى باليمنى أقوال فمن قائل بالاستحباب، إلى آخر قائل بالكراهة، إلى ثالث قائل بالتحريم. فلكل مجتهد رأيه فلا يجوز لفقيه أن يكفر فقيها أو اتباعه في مسألة القبض، وقس على ذلك مسائل كثيرة تعد من الأحكام وللاجتهاد فيها مجال واسع.
ونظير ذلك بعض المسائل العقائدية التي ليست من ضروريات الإسلام بل للعقل والاستدلال دور في تحقيقها، مثلا:
عصمة الأنبياء قبل البعثة أو بعدها، أو حدوث القرآن وقدمه، أو صفاته تعالى عين ذاته أو زائد عليها، فليست هذه المسائل محور التوحيد والشرك والإيمان والكفر ولكل محقق، عقيدته ودليله ولا يجوز لآخر تكفيره، ويكفي في ذلك، الاعتقاد بما جاء به النبي إذا لم يكن من أهل التحقيق.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»