المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٢١٧
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا ابن أبي ليلى، ثنا الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال، كان أبو ليلى يسمر مع علي. فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف فقلنا: لو سألته فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين، يوم خيبر قلت: يا رسول الله إني أرمد العين فتفل في عيني، ثم قال:
" اللهم أذهب عنه الحر والبرد " قال: فما وجدت حرا ولا بردا بعد يومئذ وقال:
" لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار. " فتشرف له الناس فبعث إلي علي فأعطاها إياه ". أخرجه ابن ماجة في (1 / 43) الحديث / 117 الباب / 11.

* قوله " ليس بفرار " فقد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بهذا اللفظ جماعة من الصحابة منهم سلمة وسعد بن أبي وقاص وصححه طائفة وفي حديث سعد لأن يكون لي ما قال له يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار " أحب إلي مما طلعت عليه الشمس وفي حديث سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى الراية أبا بكر فبعثه إلى بعض حصون خيبر، فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح وقد جهد، فقال: " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار " فدعا علي بن أبي طالب وهو أرمد فتفل في عينيه ثم قال: " خذ هذه الراية حتى يفتح الله لك " قال سلمة: فخرج والله يهرول هرولة وإنا خلفه أتبع أثره حتى ركز الراية في رضم حجارة فأطلع عليه يهودي من رأس الحصن فقال: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب قال اليهودي: غلبتهم وما أنزل على موسى فما رجع حتى يفتح الله عليه.
أخرجه الطبراني في " الكبير " (7 / 39) برقم (6303) وفي رواية الضحاك الأنصاري قال: لما سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر جعل عليا على مقدمته، فقال:
" من دخل النخل فهو آمن " فلما تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم ناد بها علي كرم الله وجهه فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام فضحك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يضحكك؟
فقال: أني أحبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: " إن جبريل يقول: إني أحبك، قال: وبلغت أن يحبني جبريل قال: " نعم و من هو خير من جبريل الله تعالى " أخرجه الطبراني في " الكبير " (8 / 361) برقم (8145) وعنه الهيثمي (9 / 126) وقال الحافظ ابن كثير في " تاريخه " (7 / 349) وقد ثبت في الصحاح وغيرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار يفتح الله على يديه " فبات الناس يدوكون أيهم يعطاها حتى قال عمر: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ فلما أصبح أعطاها عليا كرم الله وجهه ففتح الله على يديه. وقال أيضا: رواه جماعة وفي رواية ابن أبي ليلى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دعا أبا بكر فعقد له وبعثه إلى القوم فانطلق فلقي القوم ثم جاء بالناس وقد هزموا قال: ثم بعث إلى عمر فعقد له وبعثه إلى القوم، فأنطلق فلقي القوم فقاتلهم ثم رجع وقد هزم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: " لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله عليه غير فرار " قال علي فدعاني فأعطاني الراية وفي رواية جابر بن عبد الله أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه فافتتحوها وأنه جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلا، وفي رواية أبي رافع فتناول علي الحصن فترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد أن نقلب الباب فما استطعنا أن نقلبه.
رواها الذهبي في " تاريخه " (2 / 412)
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»