المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١٩٢
(حدثنا) أبو سعيد الأشج، نا أبو خالد الأحمر، نا رزين، قال: حدثتني سلمى، قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت:
ما لك يا رسول الله؟ قال: " شهدت قتل الحسين آنفا " أخرجه الترمذي في (4 / 340) هذا حديث صحيح بل هو متواتر وفي هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة منهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأم المؤمنين أم سلمة وابن عباس وأم الفضل وعائشة بنت أبي بكر وأبو بكر بن أبي قحافة وأنس بن مالك وأنس بن الحارث وأبو هريرة والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وغيرهم وفي رواية معاذ بن جبل عند الديلمي (4 / 285 برقم 6841): " نعي إلي الحسين وآتيته بتربته وأخبرت بقتله ".
وفي رواية أنس بن الحارث يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض يقال لها: كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره " قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين عليه السلام أخرجه البغوي وعنه ابن كثير في " البداية والنهاية " (8 / 301) وفي رواية إسماعيل بن زياد قال: إن عليا عليه السلام قال للبراء بن عازب يوما: يا براء يقتل ابني الحسين وأنت حي لا تنصره فلما قتل الحسين بن علي عليه السلام كان البراء بن عازب يقول: صدق والله علي بن أبي طالب، قتل الحسين ولم أنصره، ثم يظهر الحسرة على ذلك الندم أخرجه الشيخ المفيد في " الإرشاد " (1 / 331) وابن أبي الحديد (2 / 509) وفي رواية علي عليه السلام قال: ليقتلن الحسين قتلا وإني لأعرف تربة الأرض التي يقتل قريبا من النهرين رواه ابن أبي شيبة، (15 / 97 برقم 19212) في الفتن وأيضا في كتاب الأمراء (11 / 140) وقال الهيثمي رجال هذا الحديث ثقات (9 / 190) وفي رواية ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار قائل أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقال: بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه فلم أزل التقطه منذ اليوم " فاحطيناه ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم عليه السلام أخرجه أحمد في " المسند " (1 / 234) والحاكم (4 / 397) والبيهقي في " دلائل النبوة " (6 / 471) وفي رواية علي كرم الله وجهه مرفوعا: " تحشر ابنتي فاطمة الزهراء ومعها ثياب مصبوغة بدم فتتعلق بقائمة العرش فتقول: يا عدل وأحكم بيني وبين قاتل ولدي فيحكم لابنتي ورب الكعبة " رواه الديلمي (5 / 476) برقم 8812 وقال الحافظ ابن حجر كثير في " تاريخه " (8 / 204) فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتله (الحسين الشهيد) فإنه من سادات المسلمين و علماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضل بناته وقد كان عابدا وشجاعا وسخيا.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»