المسانيد - محمد حياة الأنصاري - ج ٢ - الصفحة ١٢٦
أحاديث عائشة (أحاديث فدك) حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة إن فاطمة والعباس عليهما السلام أتيا أبو بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهما يومئذ يطلبان أرضيهما من فدك (1) وسهمه من خيبر فقال أبو بكر: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " لا نورث ما تركنا صدقة " إنما يأكل آل محمد عليهم السلام من هذا المال، قال أبو بكر: والله! لا أدع أمرا رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصنعه فيه إلا صنعته قال:
" فهجرته فاطمة (الزهراء) فلم تكلمه حتى ماتت ".
أخرجه البخاري في " الصحيح " (2 / 995) الباب الأول من كتاب الفرائض

(1) فدك -: بالتحريك قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان أو ثلاثة أفاء الله على رسوله (صلى الله عليه وسلم) في سنة سبع صلحا فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفيها عين فوارة، و نخيل كثيرة. وكذا في " معجم البلدان " (2 / 342). وقد روى فخر الرازي فلما مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ادعت فاطمة الزهراء سلام الله عليها أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان ينحلها فدكا فقال أبو بكر: أنت أعز الناس علي فقرا وأحبهم إلي غنى لكني لا أعرف صحة قولك ولا يجوز أن أحكم بذلك فشهد لها أم أيمن ومولى رسول الله فطلب منها أبو بكر الشاهد الذي يجوز قبول شهادته في الشرع فلم يكن - وكذا في " تفسير الرازي " (29 / 284) وفي رواية هشام ابن سعد، عن عباس بن عبد الله بن معد، عن جعفر قال:
جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها وجاهد العباس طلب ميراثه، وجاء علي معهما فقال أبو بكر ولا نورث ما تركنا صدقة، فقال علي: ورث سليمان داود، وقال زكريا: يرثني ويرث من آل يعقوب، قال أبو بكر هو هكذا وأنت والله نعلم مثلما أعلم فقال علي:
هذا كتاب الله ينطق (فينا) فسكتوا وانصرفوا " رواه ابن سعد في " الطبقات " (2 / 315).
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»