أعدم ولده وصودرت بعض ممتلكاته، وعلى أثر ذلك ترك تجارته وجلس في داره يصرف البقية الباقية مما يملك حتى نفذ ما عنده، وبعدها صار يبيع ما يمكن بيعه حتى وصل به الأمر أن يبيع شبابيك داره، وأصبح خالي الوفاض وما عنده شئ يستفيد من ثمنه، وأخيرا نظر إلى أطفاله وزوجته وبناته الشابات يتضورون جوعا، وفكر كثيرا في كيفية الخروج من هذا المأزق، وخاف على بناته وزوجته وأطفاله من الضياع والتسيب إذا هو انتحر وحده وهتك عرضه من بعده، وهو صاحب غيرة وشرف، وفي آخر يوم من حياتهم جميعا، اشترى بما عنده من مال سمكة كبيرة وحشاها بالسم وكتب وصيته فأكل السمكة المسمومة هو وعياله، فإذا هم بعد سويعات جثث هامدة بأجمعهم، ولم يعثر عليهم إلا بعد ثلاثة أيام.
فإنا لله وإنا إليه راجعون، من المسؤول عن كل هذه الكوارث والمآسي؟