هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون الآية / 221، 222، 223، من سورة الشعراء إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يعلمون، أن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين أخبرنا وهب بن جرير، قال: أخبرنا أبي سمعت الحسن قال: لما بويع أبو بكر قام خطيبا فلا والله ما خطب خطبته أحد بعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني وليت هذا الأمر وأنا له كاره، ووالله! لوددت أن بعضكم كفانيه، ألا وإنكم إن كلفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أقم به كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا أكرمه الله بالوحي وعصمه به.
" ألا وإنما أنا بشر ولست بخير من أحد منكم فراعوني، فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني، وإن رأيتموني زغت فقوموني، واعلموا أن لي شيطانا يعتريني، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم ".
أخرجه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " (3 / 212) حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا حرب بن أبي ثابت من بني سليم، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده قال: قراء رجل عند عمر بن الخطاب فغير عليه، فقال: لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي، قال: فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ألم تقرئني كذا وكذا؟ قال: " بلى " قال:
" فوقع في صدر عمر شئ فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه قال: فضرب صدره وقال:
" أبعد شيطانا " قالها ثلاثا، ثم قال: يا عمر! إن القرآن كله ثواب ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا رحمة ".
أخرجه ابن جريد الطبري في " جامع البيان " (1 / 10)