العترة والصحابة في السنة - محمد حياة الأنصاري - ج ٢ - الصفحة ١٢٤
قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يعلمون إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين الآية / 27 من سورة الأعراف أخبرنا وهب بن جرير، قال: أخبرنا أبي، سمت الحسن قال: لما بويع أبو بكر قام خطيبا فلا والله ما خطب خطبته أحد بعد: فحمد الله و أثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني وليت هذا الأمر وأنا له كاره، ووالله! لوددت أن بعضكم كفانيه، ألا وإنكم إن كلفتموني أن أعمل بمثل عمل بمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أقم به كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا أكرمه الله بالوحي وعصمه به، " ألا وإنما أنا بشر ولست بخير من أحد منكم فراعوني فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني وإن رأيتموني زغت فقوموني، واعلموا أن لي شيطان يعتريني، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم ".
أخرجه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " (3 / 212) عن الحسن أن أبا بكر الصديق خطب فقال: والله! ما أنا بخيركم ولقد كنت لمقامي هذا كارها لوددت أن فيكم من يكفيني، أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن لا أقوم بها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي وكان معه ملك وأن لي شيطانا يعتريني، فإذا غضبت فاجتنبوني أن لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم إلا فراعوني فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني " قال الحسن، خطبة والله ما خطب بما بعده " أخرجه ابن راهويه والهروي في " الجامع " وعنهما الهندي في (2 / 161) من منتخب كنز العمال حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا حرب بن أبي ثابت من بني سليم، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده قال: قراء رجل عند عمر بن الخطاب فغير عليه فقال: لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي، قال: فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ألم تقرئني كذا وكذا؟ قال: بلى. قال: " فوقع في صدر عمر شئ فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه، قال: فضرب صدره وقال: " أبعد شيطانا " قالها ثلاثا، ثم قال: يا عمر! إن القرآن كله ثواب ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا رحمة ".
أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان " (1 / 10)
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»