الفصل الثالث في تقدم الشيعة في علم الفقه، وفيه صحائف الصحيفة الأولى في أول من صنف فيه ودونه ورتبه على الأبواب فاعلم أن أول من صنف في علم الفقه ودونه هو علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال النجاشي في ذكر الطبقة الأولى من المصنفين من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام: علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هو تابعي من خيار الشيعة، كانت له صحبة من أمير المؤمنين عليه السلام، وكان كاتبا له وحفظ كثيرا، وجمع كتابا في فنون الفقه: الوضوء والصلاة وسائر الأبواب، تفقه على أمير المؤمنين عليه السلام، وجمعه في أيامه أوله (باب الوضوء) إذا توضأ أحدكم فليبدأ باليمين قبل الشمال من جسده، قال: وكانوا يعظمون هذا الكتاب فهو أول من صنف فيه من الشيعة.
وذكر الجلال السيوطي أن أول من صنف - يعني من أهل السنة - في الفقه الإمام أبو حنيفة، لأن تصنيف علي بن أبي رافع في ذلك أيام أمير المؤمنين عليه السلام قبل تولد الإمام أبي حنيفة بزمان طويل، بل صنف في الفقه قبل أبي حنيفة جماعة من فقهاء الشيعة، كالقاسم بن محمد بن أبي بكر التابعي، وسعيد بن المسيب الفقيه القرشي المدني، أحد الفقهاء الستة المتوفى سنة أربع وتسعين، وكانت ولادته أيام خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والقاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه، مات سنة