عليه السلام، له كتاب يروي فيه المسائل التي أخبر بها أمير المؤمنين - عليه السلام - اليهودي، يرويها عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحرث الهمداني، عن أمير المؤمنين عليه السلام، كما في فهرست الشيخ أبي جعفر الطوسي، مات في خلافة ابن الزبير هذا.
ولكن قد ذكر الشيخ رشيد الدين ابن شهرآشوب في أول كتابه معالم العلماء ترتيبا في جواب ما حكاه عن الغزالي: أول كتاب صنف في الإسلام كتاب ابن جريج في الآثار وحروف التفاسير عن مجاهد وعطاء بمكة، ثم كتاب معمر بن راشد الصنعاني باليمن، ثم كتاب الموطأ لمالك ابن أنس، ثم جامع سفيان الثوري، ما لفظه بحروفه.
بل الصحيح أن أول من صنف في الإسلام أمير المؤمنين عليه السلام، ثم سلمان الفارسي رضي الله عنه، ثم أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، ثم أصبغ بن نباتة، ثم عبيد الله بن أبي رافع، ثم الصحيفة الكاملة عن زين العابدين عليه السلام، إلى آخر كلامه، والشيخ أبو العباس النجاشي ذكر الطبقة الأولى من المصنفين - كما ذكرنا - ولم يعين السابق ولا ذكر ترتيبا بينهم.
وكذلك الشيخ أبو جعفر الطوسي ذكرهم بلا ترتيب، فلعل الشيخ ابن شهرآشوب عثر على ما لم يعثرا عليه. والله سبحانه ولي التوفيق.
تنبيه: نص الحافظ الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب علي أن التشيع في التابعين وتابعيهم كثير، مع الدين والورع والصدق، ثم قال: فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذا مفسدة بينة، انتهى.