الشيعة وفنون الإسلام - السيد حسن الصدر - الصفحة ٥٥
الصحيفة الثامنة في تقدم الشيعة في تأسيس علم دراية الحديث وتنويعه إلى الأنواع المعروفة فأول من تصدى له أبو عبد الله الحاكم النيشابوري، وهو محمد بن عبد الله المشهور، المتوفى سنة خمس وأربع مائة ه‍، صنف فيه كتابا سماه معرفة علوم الحديث في خمسة أجزاء، ونوع فيه الحديث إلى خمسين نوعا، وقد نص على تقدمه في ذلك في كشف الظنون قال: أول من تصدى له الحاكم، وتبعه في ذلك ابن الصلاح وما ذكره الحافظ السيوطي في الوسائل في الأوائل أن أول من رتب أنواعه ونوع الأنواع المشهورة الآن: ابن الصلاح، المتوفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة في مختصره المشهور، لا ينافي ما ذكرناه، لأنه يريد: أول من فعل ذلك من أهل السنة - والحاكم من الشيعة - باتفاق الفريقين، فقد نص السمعاني في الأنساب والشيخ أحمد بن تيمية، والحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ على تشيعه، بل حكى الذهبي في تذكرة الحفاظ عن ابن طاهر أنه قال: سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال: ثقة في الحديث، رافضي خبيث.
قال الذهبي: ثم قال ابن طاهر: كان الحاكم شديد التعصب للشيعة في الباطن، وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة، وكان منحرفا عن معاوية وآله، متظاهرا بذلك ولا يعتذر منه.
قلت: وقد نص أصحابنا على تشيعه، كالشيخ محمد بن الحسن الحر في آخر الوسائل، وحكى عن ابن شهرآشوب، في معالم العلماء في باب الكنى،
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»