وبينكم ومن عنده علم الكتاب " بيان " كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " ربما ينسب بعض المفسرين أن هذه العبارة ذكرت علماء الديانات السابقة على دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنقول له إن هذه النسبة من أكبر الأخطاء فإن النبي عندما يستشهد بالله ومن عنده علم الكتاب على الكفار الذين أنكروا نبوته فكيف يكون استشهاده بالناكرين لنبوته على أنفسهم لإثبات نبوته فهذا خلف ولا يرتضيه العقل بل الذي عنده علم الكتاب لا بد وأن يكون مؤيدا لنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقادر على إثبات ذلك بالبرهان القاطع ولم يكن ذلك يليق بغير الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لأنه أعلم أهل زمانه وأقواهم وأشجعهم ويحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كما جاء في معركة خيبر على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم باعتراف أكثر المؤرخين وجميع فرق المسلمين إلا المعاندين وأما من فسره بأن الله فهذا أمر مضحك يقول ومن عنده علم الكتاب الله مرة ثانية فكيف يكون هذا وعلى أي لغة ثم إن بعضهم يفسر ذلك بالمؤمنين من أهل الكتاب ومنهم عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وتميم الداري وقد أنكر البعض هذا القول حيث قالوا إن السورة مكية وهؤلاء أسلموا بعد الهجرة
(٣٠)