العشرة المبشرة بالجنة فإليك أيها القارئ التحقيق بهذا الحديث وأنت احكم بما ترى إن كنت منصفا وعندك الجرأة على النطق بالحق، فنحن سنبرهن لك على أن هذا الحديث مختلق ولا صحة له، وباطل أصلا. لماذا؟
أولا: لأن الراوي لهذا الحديث هو سعيد بن زيد ابن نفيل وهو أحد العشرة المبشرة ومن زكى غيره بتزكية نفسه لم تثبت تزكيته في الشرع الإسلامي كما أن من شهد بشهادة له كفل فيها لا تقبل شهادته فيه إجماعا وقولا واحدا.
ثانيا: أنه خبر آحاد ورواية الواحد وهو سعيد وحده غير مقبولة ولا يحصل بها القطع بالحق عند الله " تعالى " إذ يقول بكتابه العزيز فشاهدين عادلين. فلا تثبت الشهادة شرعا إلا بشهادة عدلين أما في الزنا فلا تقوم إلا بأربعة شهود شهادة حسية. فهذا شئ باطل لا يقوم به الحق.
ثالثا: إن العقل بطبيعته يحكم حكم قطعيا بامتناع القطع بالجنة، والأمان من النار لمن لم يكن معصوما ويجوز عليه ارتكاب المعاصي والآثام. ولمن ليس معصوما من الظلال: لأنه مع القطع له بالجنة في حين انتفاء العصمة عنه يوجب ذلك