من شؤون إمامة النبي (ص) والأئمة حضورهم عند المحتضرين وحضورهم (ع) لم يكن عند المحتضرين من محبيهم فقط، بل يحضرون عند كل محتضر مؤمن وكافر محب ومبغض، إذ أن من شؤون إمامتهم العامة - على جميع الناس - حضورهم عند كل محتضر ليبشروا المؤمن المحب بحسن العاقبة والجنة، والكافر المبغض بسوء العاقبة والنار.
وقد تواتر هذا المعنى في أحاديث النبي (ص) وأهل بيته الأطهار بتفصيل تارة، واختصار تارة أخرى، ومن تلك التفاصيل التي تفصل كيفية حضورهم عند المحتضرين ما رواه جل علمائنا كالكليني في (الكافي)، وابن شعبة في (تحف العقول)، وفرات بن إبراهيم في (تفسيره) وغيرهم من طرق عديدة بأسانيدهم عن الإمام الصادق (ع) انه قال لجماعة من شيعته المؤمنين:
" منكم والله يقبل، ولكم والله يغفر، انه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط، ويرى السرور وقرة العين إلا ان تبلغ نفسه ههنا - وأومأ بيده إلى حلقه - ثم قال: انه إذا كان ذلك واحتضر، حضره رسول الله (ص) وعلي وجبرئيل وملك الموت (ع) فيدنو منه علي (ع) فيقول: يا رسول الله ان هذا كان يحبنا أهل البيت فأحبه، ويقول رسول الله (ص) يا جبرئيل ان هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه، ويقول جبرئيل لملك الموت: ان هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فاحبه وأرفق به فيدنو منه ملك الموت فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت أمان براءتك؟ تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا؟ قال: فيوفقه الله عز وجل فيقول: نعم،