على كل شيء شهيد ([الحج / 18]، وقوله تعالى: (ألا إنه بكل شيء محيط ([فصلت / 55].
فلله علمان علم غيب وهو علمه بالمعدومات قبل إيجادها، أي أنه يعلم بما سيكون قبل أن يكون، وبما سيحدث قبل أن يحدث، وما لا يكون ولا يحدث.
وعلم شهادة وهو علمه بالموجودات عند إيجادها، أي أنه يشاهد ويرى ويبدو له ما وجد وحدث فعلا، فهو عالم بما كان بالفعل، وبما سيكون في المستقبل بلا اختلاف بينهما، إذ إن علمه بالأشياء قبل وجودها كعلمه بها بعد وجودها، نعم علمه الغيبي أوسع من علمه المشاهد، لأن علمه الغيبي يشمل ما يكون وما لا يكون، والجدير بالذكر ان علم البداء المختلف فيه - بالنسبة إلى الله تعالى - هو علم الشهادة.
وقد نص الله سبحانه على هذين العلمين ووصف نفسه بهما بعشر آيات من القرآن المجيد بكونه " عالم الغيب والشهادة " (1).
ومن تلك الآيات الآية المبحوث عنها بقوله تعالى: (وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون (.
ويؤيد ذلك ما رواه شيخنا الصدوق في كتابه (معاني الأخبار)، باب معنى الغيب والشهادة بأسناده عن أبي عبد الله (أي الصادق (ع)) في