أما الرسول والمؤمنون فكيف يشاهدون أعمالنا ويرونها وهم قطعا مخلوقون عاجزون بأنفسهم عن الإحاطة العلمية بأعمال الناس كلها؟ الجواب: - هو ان الله تعالى الذي هو على كل شيء قدير هو الذي يطلعهم على أعمال عباده خيرها وشرها بصور خاصة وطرق عديدة ذكرنا {أولا} طريق الإلهام.
{ثانيا} ومن تلك الصور والطرق أيضا هي أن يطلعهم الله على صحائف أعمال عباده، وبواسطتها يرون تلك الأعمال ويعلمونها بكاملها - إلا ما شاء الله منها - ليكونوا بذلك شهداء على الناس يوم القيامة.
تسجيل الملائكة لأعمال المكلفين ومثاله وبيان ذلك هو ان كل إنسان - ذكرا وأنثى - منذ يكلف بالعبادة في هذه الحياة الدنيا إلى أن يأتيه أجله النهائي الذي يموت فيه، يوكل الله به حفظة من ملائكته يسجلون عليه أعماله أفعالا وأقوالا، ملك يكون عن يمينه ووظيفته تسجيل الحسنات، وآخر عن شماله ووظيفته تسجيل السيئات وإلى ذلك أشارت عدة من الآيات القرآنية منها قوله تعالى: (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد (17) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ([ق / 18 - 19]، وقال تعالى: (وإن عليكم لحافظين (10) كراما كاتبين (11) يعلمون ما تفعلون ([الانفطار / 11 - 13]، وقال