الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ٥٧
الاعتقاد، ومثال ذلك كتاب السيد سابق الذي يستدل فيه على العصمة المطلقة، وفي آخر استدلاله يأتي بروايات تناقض هذا الكلام!! وهناك أمثلة كثيرة، وهذا الفعل ناتج عن خلفية تاريخية لا نريد البحث فيها الآن.
أما الشيعة فإنهم يقولون بالعصمة المطلقة حتى عن الخطأ والسهو والنسيان، وهذا هو إجماعهم ولم يشذ عنه إلا واحد من علمائهم إذ قال بجواز السهو على النبي (ص)، فرد عليه جماعة علماؤهم بأنه إن جاز السهو على أحد من أصحاب المكانة العالية، فهو أولى بهذا العالم من النبي (ص).
وخلال مباحثات طويلة أجريتها مع بعض العلماء، وبحث في الكتب ونقاش في ساحات الحوار وصلت إلى نتيجة وهي (أن الأنبياء معصومون مطلقا) ووجدت لهذه النتيجة أدلة من كتب كلا الفريقين، ووجدت أن اختلافنا مع الشيعة لا يمنع من الاقتناع من أدلتهم حول العصمة، من حيث أنها في صدد الدفاع عن الإسلام وفي صدد تنزيه الأنبياء ووصفهم بما يليق بهم من الصفات الكمالية، التي تليق بمقام من اختاره الله لهداية البشرية.
ووجدت أن اتباعنا لمذهب أهل السنة لا يلزمنا بأن نأخذ ما لا يتطابق مع الدليل الصحيح، وخصوصا إذا كان أخذنا لمثل هذه الأمور ليس ناشئ عن اعتقادنا بها وإنما ناشئ عن أنا لو رفضناها نكون قد طعنا في من نرى نزاهته، ونسينا أن مكانة الأنبياء أحق أن تحفظ، وأنه لا ينبغي أن نجامل أحد على حساب الأنبياء، وينبغي أن نرفض كل فضيلة ومنقبة لأي شخص مهما كان خطره إذا كانت على حساب الأنبياء.
وأنا الآن لست بصدد توضيح ما قصد لأنني أفترض في من يقرأ مثل هذا الكلام أن لديه الخليفة التاريخية الكافية، ومن أراد أمثلة تاريخية بعد ذلك
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483