الامامة ذلك الثابت الإسلامى المقدس - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٦٥
فقد لوحظ من حيث هو طريق للارتباط بالرسالة والعمل الصالح، ولذلك لم يؤكد القرآن عليه في كل دعوات الإيمان إلا في هذا النطاق، وعلى ضوء ذلك فقد يكون إغفاله في مجال الحديث عن الأساس في نجاة الإنسان في الآخرة، ومن جهة الاكتفاء عنه بكلمة الإيمان بالله والعمل الصالح الذي هو كناية عن السير في خط الله من العبودية له والخضوع لشرائعه وأحكامه الثابتة برسالات الأنبياء، وقد تتضح لفكرة بشكل أعمق إذا لاحظنا أن الإسلام لم يعتبر وجود اختلاف بين الرسالات إلا من خلال بعض الجوانب التفصيلية مما يجعل القضايا الأساسية واجدة في الجميع، ويكون الانسجام مع واحدة منها انسجام مع الكل، كما يكون الانحراف عن الخط في إحداها انحرافا عن الخط في الباقي، وبذلك تعتبر النبوات منطلقة من قاعدة واحدة كما يوحي به قوله تعالى: (إن الدين عند الله السلام) مما يجعل كل صفة طارئة (1) تسقط وتتضاءل أمام القاعدة الصلبة التي تتحرك

1 - لا نعلم بوجود صفة طارئة بين الأديان غير تبدل الأنبياء (عليهم السلام) وتفاصيل شرائعهم وكتبهم، فهل يا ترى ستسقط هذه الصفات الطارئة أمام القاعدة الصلبة كما يزعم!؟.
ولا أعلم إن كان هذا النص له ثمة علاقة مع إبدال مجلة المعارج في عددها 28 - 31 كلمة الخاتمية بدلا مع العصمة حينما أدت نشر مقالة الأصالة والتجديد بحيث تدخل مفردة الخاتمية ضمن المتحولات التي لم تحظ بنص يكفي لقطع الحجاج فيها!.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست