الامامة ذلك الثابت الإسلامى المقدس - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٤٥
وقد قدم فضل الله فكرته عن الثبات والتغير مقومة على أساس الموقف الاجتماعي منها، وقدم هذا الموقف مرة على أساس الفهم، وأخرى على أساس الالتزام، لذا تراه يقول: في داخل الثقافة الإسلامية ثابت يمثل الحقيقة القطعية، مما ثبت بالمصادر الموثوقة من حيث السند والدلالة بحيث لا مجال للاجتهاد فيه، لأنه يكون من قبيل الاجتهاد في مقابل النص، وهذا هو المتمثل ببديهيات العقيدة كالإيمان بالتوحيد والنبوة واليوم الآخر..
وهناك المتحول الذي يتحرك في عالم النصوص الخاضعة في توثيقها ومدلولها الاجتهاد مما لم يكن صريحا بالمستوى الذي لا مجال لاحتمال الخلاف فيه، ولم يكون موثوقا بالدرجة التي لا يمكن الشك فيها، وهذا هو الذي عاش المسلمون الجدل فيه، كالخلافة والإمامة والحسن والقبح العقليين والذين ثار الخلاف فيه بين العدلية وغيرهم، والعصمة (1) في التبليغ وفي الأوسع من

1 - أبدلت هذه الكلمة بكلمة الخاتمية حينما أعيد نشر هذا المقال في الكتاب السنوي لمجلة المعارج الذي صدر تحت عنوان: دراسات وبحوث قرآنية في فكر محمد حسين فضل الله: 304.
والمضحك أن من غير النص وتلاعب به حينما أبدل كلمة العصمة بكلمة الخاتمية، فعل عن أبدال متعلقات العصمة ليحولها إلى مختصات بالخاتمية من جهة، ولا علم لنا في أن أحدا من المسلمين قد خالف شأنية الخاتمية حتى يجعلها فضل الله وإنضاره إحدى المتحولات..!!
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست