الامامة ذلك الثابت الإسلامى المقدس - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٧٨
كلا أو جزءا والتمجيد بها (١)، في مهمة تستهدف إعادة مركزة الوجدان من بعد رسول الله (ص) بهذه الجهة ولهذا طولبنا بالاقتداء بها ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا﴾ (2) وما كانت لتسمى بالحسنة لولا أسباب منها الرغبة في الحث على التمسك بهذا المناقب والفضائل. (3)

١ - تراجع في بذلك كتب المناقب المختصة سيما كتب العامة لملاحظة حجم الآيات التي نزلت بحق القربى.
٢ - الأحزاب: ٢١.
٣ - ولربما هذا السبب هو الذي يجعلنا نرى تيار الانحراف المعاصر يجهد نفس لصد النفس عن النظر إلى المناقب والفضائل من خلال جعلها غير ذات موضوع، ولا تتداخل مع الرسالة فمن ثبوتها تبقى خاصة بصاحبها ولا انعكاس لها على الواقع الإيماني، وهي على أي حال من جملة ما دأب هؤلاء يطلقون عليه: العلم الذي لا ينفع من علمه ولا يضر من جهله. حيث يقول محمد حسين فضل الله في هذا الصدد: لا بد لنا من أن نلتفت إلى الجهود الكلامية المضنية التي يبذلها علماء الكلام وغيرهم في إقامة البراهين على أن هذا النبي - لا سيما نبينا محمد (ص) - أفضل من هذا النبي أو ذلك أو من كل الأنبياء، كما لو كانت القضية من القضايا الأساسية التي تتعلق بالجانب الحيوي للعقيدة، وقد يتصاعد الخلاف ويتجه اتجاهات غير دقيقة، ثم يتحول إلى أن يكون صفة لازمة للشخصية بحيث يفرض على الفكر أن الحق كل الشخصيات الدينية أو السياسية أو الاجتماعية في نطاق عمليات التفضيل الذي يراد به أرضا الزهو الذاتي الذي يرتاح إليه الإنسان تحت تأثير الشعور بأفضلية الشخص الذي ينتمي إليه، وقد يتطور الأمر فينتقل إلى البحث عن النقائص والعيوب المتمثلة في شخصية الشخص إلى خر، وقبول ما ينقل إليه منها وإن لم يكن ثابتا بطريقة شرعية، وقد لا يكون لهذا كله أي أثر عملي في جانب العقيدة وفي جانب العمل كما هي القضية في فكرة تفضيل نبي على آخر، أو تفضيل إمام على نبي كما قد يثار ذلك لدى بعض الفرقاء أو في ما يقار من تفضيل فاطمة الزهراء (ع) على مريم أو العكس فإن هذا حديث لا يجني منه الخائض فيه أية فائدة على مستوى الدين أو الدنيا، سوى أتعاب الفكر أو أرضا الزهو الذاتي. ز فإن الأنبياء السابقين قد مضوا إلى ربهم بعد أن أدوا رسالتهم كاملة غير منقوصة، ونحن نؤمن بهم، كما أمرنا الله بذلك من دون أن يكون لنا أي تكليف خاص متعلق بشريعتهم، كم أننا ملزمون بالسير على شريعة الإسلام التي جاء بها نبينا محمد ص) من دون أن يكون لمنزلته بالنسبة إلى بقية الأنبياء أي دخل في ذلك وإن كنا نؤمن بالمنزلة العظمى التي جعلها الله له من خلال ملكاته وجهاده وامتداد رسالته. [من وحي القرآن (ط. ج) 5: 21 - 22 و (ط. ق) 5: 14 - 5].
ويقول في موضع آخر عن التفضيل: كما قلنا هذه من الأمور التي لا تمثل أي نوع من أنواع مسؤوليتنا.. إلى أن يقول: فهذه من الأمور التي هي ليست جزءا من العقيدة، وليست جزء من الخط. [مجلة الموسم العدد: 22 - 23 س 1103 ص 303].
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست