الإيمان والكفر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٨١
استحبوا الكفر على الإيمان) * (التوبة - 23) إلى غير ذلك من الآيات.
والتقابل بين الإسلام والشرك واضحة فإن المسلم شأنه التسليم والانقياد لأمر الله بخلاف المشرك فهو خاضع للأوثان والأصنام.
وأما تقابل الإيمان مع الكفر فلأن الإيمان هو التصديق القلبي، وأما الكفر فهو ستر الحق، والكافر لأجل ستره، يكون منكرا مقابل المؤمن المصدق، فهذا يدفعنا إلى القول بأنهما مفهومان مختلفان، أحدهما يدل على الانقياد والتسليم، والآخر على الإذعان والتصديق.
هذا كله من حيث المفهوم وأما من حيث التطبيق والمصداق فربما يتحدان، وأخرى يتفارقان.
فلو أريد من التسليم، التسليم اللساني، ومن التصديق، مثله، تكون النسبة في مقام التطبيق هو التساوي، فكل مسلم لسانا، مصدق كذلك وبالعكس، وإن أريد منهما هو التسليم والتصديق القلبيان، فكذلك وأما إن أريد من الأول، اللساني، ومن الآخر القلبي، فالنسبة بينهما هو العموم والخصوص من وجه فربما يتفارق، أما من جانب الإسلام، فكمن أسلم لسانا، ولم يصدق قلبا، وأما من جانب الإيمان فكمن عرف الحق وجحده عنادا، وربما يجتمعان، كما إذا سلم لسانا وصدق قلبا.
وربما أن ظاهر الإطلاق وحدة المتعلق فتكون النتيجة أنهما مختلفان مفهوما، متساويان مصداقا.
هذا كله حسب اللغة.
وأما الكتاب العزيز فقد استعمل الإسلام على وجوه مختلفة، وإليك البيان:
(٨١)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الأكل (1)، الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»